سبق أن قريشاً كفرت بالنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عناداً واستكباراً وتقليداً، وأما اليهود فإنما كَفَرُوا بغياً وحسداً، وأمراض القلوب كلها متداخلة، لكن أكثر ما يظهر في تكذيب قريش الكبر والعناد، ولذلك لما ذهب مقتضى ذلك، وظهر دين الله بالقوة، ونصر الله نبيه مُحَمَّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لم تجد قريش غضاضة في أن تدخل هذا الدين وتحمل لواءه، وأصبح كبار المقاتلين له صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقودون جيوش الإسلام، ويفتحون بلاد العالم.
لكن اليهود عندما كَانَ كفرهم عن حسد، والحسد من أكبر أمراض القلوب تمكناً فيها، ولأنهم كانوا كذلك نجد أن أقل من أسلم من العالم هم اليهود، بخلاف النَّصَارَى والفرس فكثير منهم أسلم، وأسلمت العرب قاطبة إلا الشواذ.
ولكن اليهود لم يُسلمْ منهم إلا القليل، حتى أنهم ليعدون عداً، ويقَالَ: إنهم عشرة أو بضعة عشر أو نحو ذلك، مع أنهم كانوا بنو قريظة، وبنو النضير والذين في خيبر وأمثالهم من القبائل، وهم عالمون بصدق نبوته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لكن هَؤُلاءِ هم اليهود!.